هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  بوابتيبوابتي  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الأمثال في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هدي السلف
مشرف مميّز
مشرف مميّز
هدي السلف


عدد المساهمات : 199

نقاط المساهمات : 5043

حصيلة الإعجابات : 19

تاريخ التسجيل : 23/01/2012


الأمثال في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الأمثال في القرآن الكريم   الأمثال في القرآن الكريم Emptyالأحد 12 فبراير 2012, 13:50

الأمثال في القرآن الكريم Images?q=tbn:ANd9GcSalU8RKEJMt0IiFJ0VVPP8UTNEbnLJSZ1YD0oFIReH6PbAmRJS



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
الحمد لله الذي أنزل علينا القرآن، وجعل ما فيه من الأمثال والبيان: حكمة ومجالاً للتدبر؛ ليتحقق الابتلاء والامتحان، وتتبين حقيقة الإنسان، قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله، في آية لابد للمسلم من النظر فيها بعين البصيرة، والتأمل فيها: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (سورة الرعد: 17).


قال بعض السلف: "إذا سمعتُ المثل في القرآن فلم أفهمه بكيتُ على نفسي؛ لأن الله تعالى يقول: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } (سورة العنكبوت: 43)، فلا يفهم الأمثال التي ضربها الله للناس في كتابه إلا العالم، فإذا لم يفهم الشخص المثل فربما لا يكون من أهل العلم، وقد ضرب الله تعالى في هذه الآية مثلاً نارياً، وقبله مثلاً مائياً، فقال الله عز وجل في المثل المائي: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}، وهذا المثل فيه تشبيه الوحي والقرآن الذي أنزله الله تعالى لحياة القلوب وهداية الناس: بنزول المطر من السماء الذي تحيا به الأرض، إنه وحي عام لا يخص أحداً دون أحد، هو للجميع: للعرب والعجم، للأحمر والأصفر والأسود، إنه للذكر والأنثى، والكبير والصغير، مثل المطر الذي يعم بنفعه الجميع.



{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}، هذه الأودية التي تجتمع فيها الأمطار تختلف سعةً وعمقاً، وتختلف بحسب إمساكها للماء، وتختلف في الشعاب التي تسيل منها، وحجم الأراضي التي تسقيها، وبالتالي في حجم الانتفاع الذي ينتفع منها، الوادي يحتضن الماء، وكذلك قلب المؤمن يحتضن هذا الوحي ويلُمُّه فيه، وينعقد عليه، فيتفاعل معه، الأرض تتفاعل مع المطر فتنبت، والقلب يتفاعل مع الوحي فيثمر الأعمال الصالحة، وعندما ترى المطر ينزل فإنه يثمر أنواعاً من الثمار والزهور مختلفة اللون والطعم والرائحة، وكذلك هذه الآيات في قلب المؤمن تثمر أنواعاً من الأعمال الصالحة، إنها في
تنوعها وشمولها وقيامها على أعضاء البدن المختلفة فيها رصيد له عظيم عند ربه.


قال الله تعالى: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ} سالت أودية، هنالك حركة، كما تعبر عنها لفظة: {سالت}، إنه ليس ممسكاً فقط، ومختزناً، أو متشرباً، كلا، بل هو وادٍ كبير يسيل بما فيه، والماء ليس آسناً، وإنما يتحرك؛ لأن الوادي فيه مناسيب في الارتفاع مختلفة تجعل الماء يتحرك، فيسيل الوادي بما يحتضنه من الماء، يسيل الوادي بما اشتمل عليه من المطر، { فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا}.
قلوب الناس في قبول الحق والعمل به تختلف، فهي كالأودية المتنوعة، والقلوب تتفاوت فيما تأخذه من الوحي والقرآن، وبما تقبله منه، وبما تتفاعل معه وتنصاع لأمره، فهناك قلوب كبيرة، وقلوب صغيرة، قلوب واسعة، وقلوب ضيقة، قلوب طيبة، وأخرى خبيثة، إذا جاءها الوحي لم يجد محلاً قابلاً، فينصرف عنها، فيكون كالمطر الذي يمر على الصخور الملساء، إنما يزيل عنها التراب فقط، وهذه الأودية ليست صخوراً ملساء إذا نزل عليها الماء انصرف وزال، وإنما هي تحتضن وتكتنز، فإذا نزل القرآن حملت القلوب منه على قدر اليقين والعقل، والقلوب مع الوحي كالغيث مع الأرض، فهنالك أرض نقية تقبل الماء وتنبت الكلأ والعشب الكثير، وهناك أرض أجادب تمسك الماء فينفع الله به الناس إذا أخذوا منه، فيحتفرون، ويستخرجون،
ويستنبطون، ويشربون، ويسقون، ويزرعون، وهناك أراضٍ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً.


قال الله تعالى: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا} احتمل: جرف معه بالطريق، هذا الزبد، وهذا الحركة المتدفقة يركب زبد، ويعلو زبد، والزبَد ما يعلو السيل من خليط غير متماسك من أشياء من القاذورات، والوساخات، وبقايا أرواق الأشجار، والأتربة، والأخشاب، ونحو ذلك من الأشياء والأعواد، هذا الزبد ليس فيه تماسك ولا ترابط، مجموعة أشياء غير متجانسة، أيضاً ليس له أساس؛ لأنه محمول على الماء حملاً، ولكنه ظاهر فوقه، وبائن على سطح الماء للرائي، أول ما ينظر الإنسان إلى مجرى السيل يجد هذا الزبد، فهو في رأي العين أول ما يُرى، هو شيء يطفو على السطح، ولكنه سرعان ما يتمزق ويتصدع بكل سهولة إذا مر على شيء ثابت، أو عاقه عائق سرعان ما يضمحل، يزول، يتفرق تفرقاً سهلاً سريعاً، هو عبارة عن رغوة، فقاقيع هواء، والفقاعة ماذا تحتوي في الحجم أو في الوزن أو الكثافة؟ هي أقل كثافة من الماء بكثير، ولذلك تطفو على سطحه، هذا غثاء، لكنه موصوف في الآية: {رَّابِيًا}: يعني عالياً، منتفخاً، منتفشاً ، فالانتفاش، والانتفاخ، والعلو من طبع الزبد، لكن بلا أساس ولا قاعدة، غير متماسك، ولا متجانس، ويتفرق سريعاً، هذا هو المثل المائي.

ثم قال تعالى: {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ}، يوقد في النار ابتغاء الحلية والمتاع صخر المعدن، عندما يراد استخلاص المعادن: يؤتى بالخام المخلوط بأشياء كثيرة، من ذهب، وحديد، و غير ذلك، يُدخل في أفران، ويعرض للحرارة العالية؛ لاستخراج المعدن، وإذا استُخرج المعدن يدخل بعد ذلك في أفران، ويعرض للنار للتشكيل؛ ليكون حلية أو متاع، فهذا الخام المخلوط لاستخراج المعدن منه لا بد أن يوقد عليه نار، فماذا يحدث عند عملية الصهر، أو عند عملية الإيقاد على هذه الأشياء؟ يعلو زبد أيضاً، وتظهر فقاقيع؛ لأن المعادن مخلوطة بأشياء تافهة أو قاذورات، وأشياء خسيسة، ولابد لاستخراج النفيس من حرارة تفصل الخسيس عنه، فإذا وضع في النار علته فقاعات أخرى تسمى خبث المعدِن .
والعلاقة بين المثلين واحدة، وهي ارتفاع الزبد وعلوه على السطح، ثم يلقى ويطرح؛ لأنه لا خير فيه، ويؤخذ الباقي الصافي، المعدن الأصلي، الذي يستفاد منه في الطرق والتشكيل ونحو ذلك.

في الحالين في المثل المائي والناري قال الله: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً}، الزبد يذهب جفاءً ما رمى به الوادي من الزبد، وما رمى به القدر والفرن من الزبد في جنباته؛ يذهب جفاءً ما معنى جفاءً؟ باطلاً، ضائعاً، مطروحاً، مستغنىً عنه، ملقىً، تافهاًً، فيحصل الصفاء للوادي بعد ذهاب الزبد، ويحصل الصفاء للمعدن بعد ذهاب هذا الزبد أيضاً، يصبح المنظر أجمل، يصبح المعدن صافياً، والماء أصفى.

قال الله تعالى عن المرحلة التي تكون بعد ذلك: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ } من الماء الصافي، والمعدن الخالص {فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}، يثبت فيها: مصنوعات، نباتات؛ ينفع الناس، {فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}، فهذا شجر وهذه حلية ومتاع، ينتفع الناس بالشجر فيأكلون من الثمار، ويتزينون بالحلية ويستخدمون ذلك المتاع، هذا الشيء المشاهد دنيوياً، فما هي العلاقة بينه وبين الدين والشرع والإسلام، وما أنزل الله؟ بعدما ساق لهم هذه المشاهد، أو هذين المشهدين المرئيين المتكررين المعروفين عندهم، قال لهم بعد سياقها: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ}، عندما يقرأ الإنسان الآية من أولها: يذهب ذهنه ويسير مع هذه العملية الطبيعية التي ينزل فيها الماء إلى الوادي، وذلك الإيقاد الذي يفعله الناس في المعادن، لكن بعد ذلك يأتي الربط: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ}، فضرب الله مثلين للحق في ثباته، للحق في بقائه، للحق في منفعته، للحق في رسوخه، للحق في استفادة الناس منه، للحق عندما يبقى ويستمر، وأيضاً ضرب المثل في هذا للباطل في تفرقه، وعدم تجانسه، سبلٌ، وذاك صراط مستقيم، هذه سبل غير متجانسة، ولا متوافقة، هذه أهواء مصدرها إبليس وشياطين الإنس، ثم لها علوٌ في مراحل، نعم: الباطل منتفش، نعم: الباطل يعلو أحياناً، نعم: الباطل يظهر للناس، ولا يظهر الحق لكثير من الناس، والذي لا يعلم الحقيقة ويرى سطح القدر وسطح الوادي يرى زبداً، يراه منتفشاً طاغياً، يراه منتفخاً عالياً؛ لأنه قال: {رَّابِيًا}، {زَبَدًا رَّابِيًا}، لكن ماذا يحدث له بعد ذلك؟ الله عز وجل حكيم لم يرد أن يكون الحق هكذا يُحصل عليه بكل سهولة، وبدون أي معركة ولا مواجهة، ولا تغلب، وإنما أراد أن يكون هنالك صراع، وأن يكون هنالك تغلب في النهاية للحق، وعلوٌ للباطل في البداية، أول ما ينزل المطر، {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا}، أول ما يوقدون عليه في النار تخرج الفقاقيع ويعلو الزبد، إذاً البداية للزبد، لكن ليس الاستمرار له ولا البقاء، فضلاً عن النفع والرسوخ، ولذلك قال: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ}، هذه أشياء محسوسة يضرب الله بها أمثالاً للأشياء غير المحسوسة، ويرينا الحق في رسوخه كالشجرة العظيمة التي لها ثمار، ضاربة في الأرض بجذورها، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (سورة إبراهيم: 24)، ويرينا الباطل، ويوم القيامة ماذا يكون؟ {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} (سورة الفرقان:23)

كل عمل لا
يراد به وجه الله فهو باطل، وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم، وهكذا يضرب الله الأمثال، ختم الآية بهذا الختام: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}، هذه الأمثال عظيمة، يضربها الله؛ ليعقلها العالمون، هذه الأمثال يبين الله بها، هذه الأمثال مجال للتدبر والتفكر، ومن تأمل استخرج المزيد، هذه أمثال لذهاب أعمال الكفار والمنافقين، ينفقون عليها كثيراً، لكنها لا تدوم، هذه أمثال لجهود أعداء الدين، يصرفون من أجلها الأوقات والأعمار، مخططات، مؤامرات، مؤتمرات، إنفاقات، جهود عظيمة جداً، لكنها في النهاية تضمحل، تدبير أهل الباطل سيزول، وأموالهم سينفقونها، {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (سورة الأنفال: 36) ولا يبقى في النهاية إلا ما هو حق أريد به وجه الله عز وجل.
اللهم إنا نسألك أن ترينا الحق حقاً وأن ترزقنا اتباعه، وأن ترينا الباطل باطلاً وأن ترزقنا اجتنابه.



كانت هذه توطئة بين يدي الموضوع مقتطفة من محاضرة للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله وسأعمل إن شاء الله تعالى على عرض أمثال من القرآن الكريم سأتناول شرحها إن شاء الله تعالى وهناك كتاب للعلامة شيخ الإسلام إبن قيم الجوزية بخصوص هذه الأمثال بديع فنسأل الله أن يوفقنا لعرض الموضوع في صورة زكية نقية
أخوكم هدي السلف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأمثال في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اللحن فى القرآن الكريم
» آداب تلاوة القرآن الكريم
»  كيف تحفظ القرأن الكريم بسهوله رائع جدآ.
» رابط للتأكد من نص القرآن الكريم قبل كتابته
» اخطاء شائعة عند نطق بعض كلمات القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الإسلامي :: القرآن الكريم وعلومه-
انتقل الى: