موضوع: رد: دورة المــشتـاقـيـن إلـى رمــضـــان -17- //♦ الـشـوق إلــى الإخـــلاص الخميس 27 يونيو 2013, 01:41
قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} وقال تعالى: {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} وقال عليه الصلاة والسلام: "اجتنبوا الرياء فإنه الشرك الأصغر" وقال عليه السلام: "إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه،قيل: وما إتقانه يا رسول الله؟ قال: "يخلصه من الرياء والبدعة".
أولاً الآيتين التي ذكرنا فيهما الأمر بالعمل بالإخلاص أي أن تكون عاملاً بعمل التقوى عاملاً للصالحات مخلصاً لله رب العالمين،ما هو الإخلاص؟ وما هو الرياء؟
الإخلاص: هو أن تكون عاملاً بعمل البر أي عمل الخير ابتغاء مرضاة الله.
وأما الرياء: فهو أن تعمل عمل البر لمحمدة الناس أي من أجل أن يمدحك الناس عليه.
الإخلاص هو إكسير العمل أي روح العمل ،فإن كان هذا العمل أي عمل من أعمال الخير كان فقد الإخلاص فهو بلا ثواب وفاعله عليه ذنب من الكبائر وعليه معصية كبيرة ويستحق العذاب في الآخرة، ثم النبي عليه الصلاة والسلام قال لهم: "لا شيء له إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه، وما هو هذا الإتقان؟ فسألوه عنه فقال: "يخلصه من الرياء والبدعة"، أما الذي يكون مرائياً في عمله فهذا يكون عليه وزر كبير ولم يكن له ثواب في هذا العمل وإن سقطت الفرضية (أي مثلاً عن الصلاة)
[b]والله تعالى أمرنا بالإخلاص وحذرنا من الرياء:{فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} معناه فليعمل عمل البر والخير والطاعة مبتغياً بذلك وجه الله لا يريد محمدة الناس لأن ما عند الناس يزول وما عند الله باق لا يزول ما عند الله خير وأبقى ولذلك كان حال السلف رضي الله عنهم هو: إذا أصلحت ما بينك وبين ربك فلا تبالي بالناس يعني إذا كنت أنت مرضيا عند الله ماذا يؤثر عليك غضب الناس لا شىء كالعدم، من أرضى الله في سخط الناس فقد رضي الله عنه يعني لو إنسان أرضى رب العالمين بطاعة الله وسخط الناس عليه لا يضره ذلك في شىء، فأنت اعمل عمل البر والتقوى مبتغياً الأجر والثواب من الله عز وجل ،لو كان معك حبة بسكوت وأردت أن تعطيها لطفل صغير أنوي لله تعالى وليس لأجل أبيه، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لقي اليتيم مسح له على رأسه ليدخل السرور على قلبه فيكسب الثواب من الله، يمسح على رأس اليتيم ليتقرب إلى الله ليس لأجل أم اليتيم بل يبتغي الثواب من الله.
[/b] ثم الإنسان يخلص لله رب العالمين يرى أسرار العبادات والأنوار والبركات، من أخلص أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، لذلك بعض الأولياء والصالحين لمَّا يتكلمون بالموعظة تحس بأن الأنوار تخرج معهم وبأنها خرجت من الفم إلى قلبك فوراً، أما نحن نتكلم فيخرج من الفم إلى الأذن لماذا؟ حسب الحال، لو كان الشخص حاله صادقً وكان مخلصاً لله فإن هذه الموعظة تنفع وتسري موعظتها بعد ذلك أيضاً لأن الإنسان الذي يستفيد من الموعظة هو الذي تدخل من أذنه إلى قلبه ويجمع بين القلب والعقل وليس يدخل من هذه الأذن ويخرج من الأخرى.
فهنيئاً لمن أخلص لله في عمله، لذلك بعض الأولياء والعلماء من شدة حرصهم على الإخلاص الله تعالى رزقهم العلم اللدني وهذا العلم غير مكتسب لا يدرك في الكتب ولا في المدارس ولا في الجامعات ولا الجوامع، وإنما الله تعالى يعطيه لمن يشاء من عباده الصالحين.
أخي المسلم، بادر إلى الطاعات والأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم بإخلاص في النية وثبات في العزيمة وإياك والرياء فإنه يبطل ثواب العمل ويستوجب صاحبه العذاب في النار. تزود من حياتك للمعاد وقم لله واجمع خير زاد ولا تركن إلى الدنيا طويلا فإن المال يجمع للنفاد. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الذين يفعلون الطاعات ابتغاء مرضاتك واجعلنا من عبادك التوابين المتطهرين.
موضوع: رد: دورة المــشتـاقـيـن إلـى رمــضـــان -17- //♦ الـشـوق إلــى الإخـــلاص الخميس 27 يونيو 2013, 23:24
raylan كتب:
ثم الإنسان يخلص لله رب العالمين يرى أسرار العبادات والأنوار والبركات، أما نحن نتكلم فيخرج من الفم إلى الأذن لماذا؟ حسب الحال، لو كان الشخص حاله صادقً وكان مخلصاً لله فإن هذه الموعظة تنفع وتسري موعظتها بعد ذلك أيضاً لأن الإنسان الذي يستفيد من الموعظة هو الذي تدخل من أذنه إلى قلبه ويجمع بين القلب والعقل وليس يدخل من هذه الأذن ويخرج من الأخرى.
لفت نظري هذا المقطع من ردّك أختي الغالية و الله كلام حقيقي و في الصميم موضوع الإخلاص هذا ، موضوع خطير جدا و كثيرون لا ينتبهون له ، مع أنه عمود كل عمل نقوم به ،نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل
موضوع: رد: دورة المــشتـاقـيـن إلـى رمــضـــان -17- //♦ الـشـوق إلــى الإخـــلاص الخميس 27 يونيو 2013, 23:51
حياتي لله كتب:
raylan كتب:
ثم الإنسان يخلص لله رب العالمين يرى أسرار العبادات والأنوار والبركات، أما نحن نتكلم فيخرج من الفم إلى الأذن لماذا؟ حسب الحال، لو كان الشخص حاله صادقً وكان مخلصاً لله فإن هذه الموعظة تنفع وتسري موعظتها بعد ذلك أيضاً لأن الإنسان الذي يستفيد من الموعظة هو الذي تدخل من أذنه إلى قلبه ويجمع بين القلب والعقل وليس يدخل من هذه الأذن ويخرج من الأخرى.
لفت نظري هذا المقطع من ردّك أختي الغالية و الله كلام حقيقي و في الصميم موضوع الإخلاص هذا ، موضوع خطير جدا و كثيرون لا ينتبهون له ، مع أنه عمود كل عمل نقوم به ،نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل
كلامكي صحيح صراحة لما سمعت لكل الدورات السابقة و بحثت عن الواجب لاحظت كثير مواقف كنا غافلين عليها او نجهلها و نحن قادرين على انجازها نسال الله ان يرزقنا الاخلاص في القول و العمل اللهم اميييييين
جزاكي الله خيرا عالمرور الطيب
دورة المــشتـاقـيـن إلـى رمــضـــان -17- //♦ الـشـوق إلــى الإخـــلاص